أصبح الحديث عن وجود حياة على كواكب أخرى ، حديثا شيقا معتادا على ألسنة العامة ، بعد أن شاعت الفكرة جدا في كافة وسائل الاعلام منذ منتصف القرن الماضي حتى اليوم ، إلا أن الفلكيين يؤكدون أن هذه ليست مجرد أفكار خيالية يتداولها الناس للتسلية ، وأن إكتشاف حياة ما ، على كواكب اخرى شيئ شبه مؤكد في القريب العاجل ، حيث يؤكدون ان عدد المجموعات الشمسية التي يمكن ان تضم كواكب قادرة على احتضان حياة ربما يصل الى 10 او 20 بالمائة ، وهي نسبة مرتفعة جدا عندما تضرب ملايين النجوم التي توجد في مجرة ( درب التبانة ) فقط ، الأمر الذي يرفع آمال الفلكيين في العثور على مزيد من الكواكب التي يمكن أن يوجد بها حياة في المستقبل.
وفي هذا السياق ، أعلن فريق من علماء الفلك ، من جامعة كاليفورنيا ، وبدعم من وكالة الفضاء الأمريكية ( ناسا NASA ) ، عن إكتشاف كوكب بحجم كوكب الأرض تقريبا ، يدور حول نجم في مسافة تجعله مؤهلا بشدة بأن يحتوي علي المياه السائلة في سطحه ، وأن يكون أول الكواكب المرصودة خارج المجموعة الشمسية شبها بالارض وترجيحا لوجود حياة.
ويشير العلماء إلى أن الحياة المقصودة ، ليست بالضرورة حياة بشرية ، بمقدار ما ربما تكون تشمل انماطا مختلفة من المخلوقات والجسيميات البدائية او المتطورة ، وهو الأمر الذي يعكفون على التأكد منه حتى اللحظة.
يقع الكوكب المكتشف ، الذي أطلق عليه العلماء اسم ( Gliese 581 g ) على بعد 20 سنة ضوئية من الأرض ، في المنطقة القابلة للحياة بالنسبة للنجم الذي يدور حوله – وهي المنطقة التي تسمح فيها درجة حرارة سطح الكوكب بوجود مياه سائلة طبقا للمعايير الفيزيائية- ، وتبلغ كتلته نحو ثلاثة او أربعة اضعاف كتلة الأرض ، ويدور حول نجمه مرة كل 37 يوما ، ويعتقد أنه كوكب صخري ، ويمتلك جاذبية تكفي للاعتقاد بأن له غلافا جويا محيطا به هذا الكوكب ضمن مجموعة شمسية مؤلفة من 6 كواكب ، تدور حول نجم قزم ، وهو الوحيد – مع كوكب آخر يشبهه يقع في المنطقة ذاتها - ، الأكثر شبهها بالأرض في الحجم والموقع ودرجات الحرارة على سطحه ، حيث يقدر العلماء درجة الحرارة في سطحه بما يتراوح بين -12 و -31 درجة مئوية ، وهي نفس درجة الحرارة التي يعيش عليها تدريج كبير من المخلوقات الحية المتنوعة على كوكب الأرض.
لكن وعلى ع********كوكب الأرض ، فإن هذا الكوكب لا يدور حول نفسه ، مما يجعل أحد شطريه يواجه الشمس دائما ، والشطر الآخر مظلما دائما ، بالتال فإن المنطقة بين الشطرين ، بين الظلمة والضياء ، منطقة مناسبة تماما لبزوغ حياة ما ، وأن اي أشكال حياة ناشئة سيكون امامها تدريج من المناخات المختلفة المستقرة لتعيش فيها ، وهذا مايعتقده العلماء بشدة
يأتي هذا الاكتشاف ضمن مشروع ( عوالم جديدة ) الذي أطلقته مؤسسة العلوم الوطنية برعاية وكالة الفضاء الامريكية ( ناسا ) المعنى بالبحث عن كواكب مأهولة بأنماط من الحياة قريبة من كوكبنا